تاريخ[ها] الخاص بالإضرابات
يمكن تعقب أصول الإضرابات النسائية للمطالبة بحقوق الإنسان إلى مطلع العقد الأول من القرن العشرين، عندما قامت جماعات نسائية تقدمية ومنظمات سياسية ذات وعي طبقي ونقابات، في الولايات المتحدة وأوروبا، بالالتقاء لمناقشة قضايا المرأة المتصلة باللامساواة الاقتصادية وحقوق التصويت للنساء.
في 8 مارس/آذار 1908 قامت 15 ألف امرأة بالخروج في مسيرة عبر مدينة نيويورك للمطالبة بساعات عمل أقل وأجور أفضل وحقوق التصويت..
وأثناء المؤتمر العالمي للنساء العاملات في كوبنهاجن بالدنمارك، في عام 1910، اقتُرحت فكرة اليوم العالمي للمرأة على أن يكون يوماً للاحتفال بالنساء ويطالبن فيه بحقوقهن في العمل والتصويت وتولي مناصب عامة وإنهاء التمييز.
وأثناء الحرب العالمية الأولى وحملة الشعوب للمطالبة بالسلام، احتفلت النساء الروسيات بيومهن الدولي الأول للمرأة في فبراير/شباط 1913. وفي وقت لاحق من العام نفسه، بعد مناقشات ومداولات، تقرر تغيير اليوم إلى 8 مارس/آذار. ولقد ظل منذئذ الموعد السنوي العالمي لليوم العالمي للمرأة. وفي 8 مارس/آذار 1917، بدأت آلاف النساء الروسيات في إضراب للمطالبة بـ "الخبز والسلام" رداً على مقتل أكثر من 2 مليون جندي روسي إبان الحرب العالمية الأولى.
ولقد احتفلت الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة للمرة الأولى في عام 1975. في ديسمبر/كانون الأول 1977 اعتمدت الجمعية العامة قراراً يعلن يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلم العالمي، على أن يكون أي يوم في السنة، وتحتفي به الدول الأعضاء المختلفة بحسب تقاليدها التاريخية والوطنية.
إن اليوم العالمي للمرأة هو قصة النساء العاديات كصانعات للتاريخ. إنه يضرب بجذوره في نضال يمتد لقرون شاركت فيه النساء العاملات سعياً لتعزيز المساواة في المجتمع، حتى يصبحن متساويات بالرجال.
في 8 مارس/آذار من كل عام، نحتفي إذن بالدعوة إلى التحركات الاحتجاجية، ولا يمكننا أن نفكر في يوم مناسب أكثر من اليوم العالمي للمرأة كي ندعو للإضراب فيه، تحية لشقيقاتنا من قبلنا وللمطالبة بحقوقنا عن طريق الاحتجاج والإضراب.
وفي خضم سعينا للتعلم من الماضي، جمعنا 40 مثالاً على الإضرابات السياسية المهمة من مختلف أنحاء العالم، في المطبوعة المعنونة "شكل خطر من أشكال إيثار الغير: كيف نتعلم من أعمال الإضراب"، التي تتناول الدروس المستفادة من التحركات الشعبية السابقة، من أجل مساعدتنا في التحركات السياسية في المستقبل.